صديقي الصحفي مع محمد كريشان الاعلامي في قناة الجزيزه

شكرا "كريشان " لأنك أعدت إليَ موبايلي ! *
قصه لصديقي محمود ابو ابو بكر الصحفي
اعجبتني فنقلتها لكم

في مساء ربيعي جميل والجو مائل للإعتدال ، كنت في طريقي للمنزل استمتع باغنية محمد منير " الكون كله بيدور " وهي تنبعث من مسامات شريط قديم ، لسائق تاكسي رائق و"ذويق".. ظل يحدثني عن "محمد منيب، ومنير ، والجزلي ،وغيرهم من اصوات النوبة التي لم يبتلعها "السد " ولم تجهض احلامها السياسات القائمة ، كما لم تثبط عزائمها النكبات المتكررة لهذا الجزء الجنوبي من بلاد الفراعنة .

أبهرتني الأغنية ، وحديث "السائق" الأسواني وأعتداده بذاته ، وبحرفته التي إضطر الى ركوبها بعد ان كان استاذا للغة الانجليزية .. ولأن الحديث ذو شجون كنت قد سرحت نحو عوالم عديدة ، بدءا بصوت "الملك" الاسطوري ومرورا بكل التواريخ والأحزان التي تسكنه ..
وصولا الى هواجس أستاذ لغة اجنبية يضطر الى العمل كسائق تاكسي!

وبين كل تلك الهموم ووصولي لمحطتي النهائية ، كنت قد أعدتَ كرة أسقاط موبايلي دون أنتبه، ومضيت في طريقي ، وبعد مرور أكثر من نصف ساعة ، على مغادرة التاكسي ، كان علي أن اتذكر لأنني بحاجة الى اجراء مكالمة !

لأكتشف أن "ذاكرتي قد عادت لعادتها القديمة " .. وبدأت رحلة البحث والاتصال نحو رقمي .. محاولتين اثنتين كانتا كفيلتين الى ان يأتيني الصوت من الجهة الأخرى :

-السلام عليكم .. مين معاي .. الاستاذ محمد كريشان ؟

- لا ..معك محمود !!

- اهلا وسهلا بحضرتك ..اصلي لقيت الموبايل واقع في الرصيف ..وشفت صورة الاستاذ كريشان –بتاع الجزيرة- عليه ! وبصراحة ربنا انا بحب الراجل ده أوي .. !!

- مزبوط .. بس انا مش كريشان انما انا اللي مصور معاه ..وانا كمان صحفي

- والنبي تسلم على الاستاذ كريشان .. و

- من عينيا .. بس والله انا محتاج "الموبايل " اصله فيه ارقام كثيرة ومهمة وشغلي كله عليه

- ياراجل .. انا اجي لك مطرح ما انت و ..

- لا ما فيش مشكلة انا ممكن اجي عندك ...وانا فعلا شاكر على امانتك وعلى ذوقك

- ياراجل عيب ده انت صاحب انسان غالي علينا أوي !!!!

- شكرا طب الاقيك امتى ؟

- بعد نص ساعة عند الناصية الـ ....... ()

ومضت النصف ساعة المرتقبة و أنا أعيد في كل لحظة حديث الرجل وتحمسه .. واتساءل الهذه الدرجة ترتبط الناس بنجومها الإعلاميين ؟!

والا تعد هذه اللفتة البسيطة مؤشرا مهما على "امر ايجابي " في حد الأدنى "ثقة الناس " ليس بهذه القناة او تلك فحسب بل في نوعية " البرامج ونجومها الإعلاميين " الذين يطلون على المشاهد !؟

تساؤلات كثيرة دارت في خلدي وانا انتظر القادم المجهول ، وبعض الشك ينتابني كلما تحركت عقارب الساعة نحو اكتمال " النصف ساعة " .. قبل تبدد جميع "الظنون" على "صخرة الوفاء الاسواني " ..

- استاذ محمود سألني وهو يتقدم إلي ..اجبته بنعم ..فإذا به يخرج الموبايل من جيبه ويقدمه إلي قبل ان يسلم .. ثم يندمج مرة أخرى في وصلة " إشادة " بالاستاذ كريشان واعجابه به .. هنا حاولت ان اقاطعه مرات لكنه كان مصراً على اتمام حديثه ، وعلى إعتباري صديق مقرب من "كريشان " ! ، إعتمادا على صورة تجمعني معه على خلفية الموبايل !!

-والنبي يا استاذ محمود تخليه يكلمني اصلي عايز اشكره ..ده راجل جدع وهو الوحيد اللي قادر يحاور الاستاذ هيكل !

-يا استاذ حسن المغربي ( وهذا اسمه ) ، أنا صحفي صحيح لكني لست صديقا لكريشان .. ولكن اعدك أن احمل رسالتك نحوه واعجابك به .. وهذه الصورة التي جمعتني به كانت في آخر مرة التقيته فيها في زيارة له للقاهرة ..( وكان اللقاء بالمناسبة رفقة الزميل محمد نجم الدين من الجزيرة توك ، في مقهي زهرة الميدان بوسط البلد !).

وتوصلت مع هذا الرجل الأسواني ذو الاربعين ربيعا الى تسوية مناسبة ، تضمن له حقه في إيصال إعجابه بكريشان ، فيما أمتنع تماما بل واستحرم قبول اي "إكرامية" مستحقة على جهده وتعطله من الميكروباص الذاهب الى حيث يسكن ، وكيف انه ترك زوجته تواصل المسير وحدها من اجل ان يعود لتسليم " الأمانة " !

-عيب ما يصحش ياراجل .. ده انا راجل صوفي ..

شكرته على هذا النقاء وتلك الامانة ، وقبل كل ذلك وفاءه لنجمه الإعلامي ومحطته الفضائية التي يراها الأهم ضمن الباقات المتاحة ..وعدت ادراجي وانا اقلب الامر مرتين !

هل كريشان من أعاد إلي الموبايل أم حسن المغربي ؟! ام الاثنين معاً

والأكيد أن لـ " اعجاب " الرجل بكريشان دورا كبيرا في كل ما جرى ، ولكن ما هداني اليه قلبي وعقلي هو أن الرجل كان سيعيد الامانة الى اهلها في كل الأحوال .. لكن ربما بلهفة أقل من تلك التي دفعته للنزول من "ميكروباص" كان يحمله نحو بيته بعد يوم عمل شاق رفقة زوجته .

فشكرا "كريشان " على مساهمتك في إنهاء "ازمة الموبايل " الذي يحمل جميع الارقام والرسائل المهمة !

وشكر مضاعف " لحسن الاسواني " على كل ما حدث .. وها أنا يا "ابو علي " قد بعثت برسالتك نحو وجهتها.

----
* نشر المقال بموقع " الجزيرة توك " ، وتكرم الأخوة هناك بإيصاله للاستاذ كريشان

مقالة طويلة اكدب عليك لو كنت قريتها لكن اعدك بقرائتها مرة اخرى

المشكلة انه فعلا لون المنتدى يمنع قرائتها او يسبب لي الحولان بسبب الالوان

نستنى لمن نطفي النور كالعادة

يكفي مرورك حويه ابراهيم
قرايه دحرى بلني
ايش رايك فيها

والله نعمة الأمانة أكثر صفة تحسسني ان الدنيا بخير

شكرا عبدو

عفوا اختي تحياتي لكي