ERI MEDICA
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ERI MEDICA


 
الرئيسيةالبوابة*أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سيمفونية المساء الحزينة

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin
Admin


ذكر
عدد الرسائل : 104
العمر : 44
العمل/الترفيه : طبيب البشرية
   : سيمفونية المساء الحزينة 15781610
اعلانك هنا : سيمفونية المساء الحزينة Avatar366251_4
السٌّمعَة : 3
نقاط : 29727
تاريخ التسجيل : 31/03/2008

سيمفونية المساء الحزينة Empty
مُساهمةموضوع: سيمفونية المساء الحزينة   سيمفونية المساء الحزينة Emptyالجمعة أبريل 11, 2008 10:29 pm






سيمفونية المساء الحزينة Candle






العربة تجرها الخيول

غطتها النساء المتشحات بالسواد

الطفل القابع بجوار أمه محموماً ، تلتقط أسماعه كل كلمة

تتحدث إحداهن عن المرض

وأخرى عن الموت

وثالثة عن الأشباح ؟؟

تتداخل في سمعة الأصوات

لتختلط بصوت أقدام الخيل

لتتهادى العربة نحو البعيد

مبنى قديم ، بقية مما تركه الاحتلال

كل ما فيه كئيب

آثر العزلة بعيداً بعيداً عن البنيان

يقف برغم ألف شمس وشمس مرت عليه ولم تبله

اللهم إلا ما استطاعت يد الزمان أن تحيل اللون الأصفر إلى رمادي باهت كئيب

(( والقرميد )) الذي غطى رأسه لم يسلم من عوادي الدهر ، ولم تنله يد التحسين !



توقفت العربة عند الباب

أطلت رؤوس متربة من الأشجار

في ظلها جلس رجال ونساء وأطفال

قد أحاطتهم جميعا شمس النهار

جلسوا ينتظرون فتح الباب !

عين الطفل معلقة بالباب

بين الفينة والفينة يلمح بصره المعطف الأبيض وهو يتحرك نحو سرير الفحص

يغلق الباب .

(( التمورجى )) ينادى الأسماء الشاخصة بأبصارها نحو الباب .

قصاب داخل جلباب

يعلوه غطاء للرأس

تحت الجلباب سروال

فوق الأذن استقر قلم أزرق

في كفه جمع الأوراق

بعبوس يتهجى الأحرف

لينادى أصحاب الأسماء القابعة إلى الجدران .

دقات قلبه تسرع مع كل حركة من شفتيه

غليظة هي وسوداء

لم يكن صاحب الاسم

لا شك سيأتي دوره وتوضع حول رقبته الخية ؟؟

من بين ثنايا الأسنان

تبين أحرف كلمات هي كل ما يعرفه عن نفسه ..

هي اسمه من صلب أبيه ؟؟

نادي .. أن أقبل للفحص

وازدادت دقات القلب

تواسى وتعزى الجسد المعلول

بجلد ظهره العار

أحس ببرد سرير الفحص

وبيده رفع الأسمال لتتحرك يد الطبيب تمسح بطنه جزء جزء

ثم بمسماع في أذنيه ينصت للقلب المعلول .

مع كل لمسة من الحلقة المعدنية في (( السماعة )) ينتفض الجسد المذعور

خوفاً مما أخفاه القدر هناك في عقل ذلك المعطف الأبيض المنحنى بجسده فوق الركام

اصطك المسماع في يده وهو ينزعه عن أذنيه

وبكلمات اخترقت سمعه ، متجهاً إلى مكتبه :

ــ لا بد أن يحجز

الهلع المحدق بالأوصال

والنظر الشاخص نحو الباب

والوجه الشاحب من الأنصاب

تتدافع محدثة ألماً هو فوق طاقة الإنسان

الغصة تقبض على حلقه

والرعشة تسرى في جسده

والهلع ينطق من شفته :

- لا لن أحجز ولو مت خارج الأسوار

هذا ليس قرارك

حياتك نحن نملكها

الأمر خرج من يدنا

عدواك تنتقل إلى الناس

لابد من حجزه في تلك الدار

من كان يصدق أن الخوف لبضع ثوان سيدوم ليوم أو أيام

من كان يخاف من الخارج كيف به داخل أسوار

من كان يرتعد لحديث عنها

كيف سيعيش بداخلها

لن ندخل في باب حوار

" يحجز " .. كلمة ما أيسرها.. تصنع بالقلب آلام

وبالصدر تكمن الحرقة

والحلق تحرقه الغصة

دفعوه رغم الآلام نحو مصير محتوم

لدخول مبنى الإعدام

ساقوه حيث (( الحمام ))

كئيب كل مافيه حتى المتدلي من الجدران

يوحى بقدم الأزمان

كان لابد من (( دش )) بارد قبل أن يختلط الحابل ــ منعا للعدوى ــ بالنابل

ارتعد ..انكمش.. يبكى مذعوراً.. وبنظرات يستجدى عطف القصاب ؟؟

بقطعة من فضة من ذات الربع جنيه

دفعتها الأم في يد القصاب

ابتسم وانفرجت أساريره وبدون أن يبتل بقطرة ماء ألبسه ثياب الإعدام ؟؟

سروال قصر أم طال

جلباب من صنع الجهال

يفوح منه العطن

برباط يتدلى على صدره

ليقيه حر القيظان

دهليز من زمن فات

تحطم بلاطه من السريان

على جنبيه سياج من خشب غيرت لونه الأزمان

أشبه بشهود للقبر تلتف حول الجثمان



على البعد كانت حجرته

بل قل عنبره

وسط هياكل عظمية

ناموا على أسرة رمادية

متسخة من طول الأيام

الصمت يطبق عليهم

وقد صبحتهم الشمس

وها هي توشك أن تودعهم

العدد يتناقص حتماً .

كالقرفصاء

جلس على سرير أشارت به (( ممرضته ))

الأم تخلت عنه في أوج الأزمة

وعزاؤه أنها ستعود لرؤيته عند المساء ؟

دارت عربة الطعام

صيحات توقظ النيام

هلموا موعد الطعام

ومن لم يستيقظ أيقظه غيره من الصحيان

لم يعبأ بما أحدثه الجوع من آلام

وان آنسه قرع الأطباق يخرجه من ضيق قد طال

لم ينزل اسمه بعد لينال طعام

عافت نفسه الدنيا وهم حديث عن الطعام

كلمات التواسى تواسيه أي أقبل كل معنا فالبركة تـــأتى مع الخلان ؟؟

إيماءة حزن من رأسه

دعوني همي ليس طعام

دعوني أنى في محنة

لا أقدر أن أفصح بكلام

أمي تركتني وحدي

وقالت سآتيك في المساء

في العنبر عجوز قد أشبعه المرض بلكمات فى كل مكان

والظهر أحناه الألم مع الأيام

تقدم بطعام في يده يحنو ويواسى المسكين

بحنان يربت على كتفه : مالك لا تأكل معنا فغداً تشفى وتعود لبيتك حراً ومعافا

كلمات تاق لرؤيتها تتحقق في التو.. باليت

كم يطبق الحزن على صدره جبالاً مع الوقت يزيد

والعبرة تترقرق في عينيه.. يدفع يده.. شكراً للشيخ المسكين

العين مسلطة على النافذة

ترقب الشمس الغاربة

وهم يعجبون من تململه (( كلنا في الهواء سواء ))

لم يطق المسكين صبراً

بخطوات متهالكة اتجه نحو الباب

منذ الآن قد لبس المرض الجثمان

حتى ما كان فيه من رمق قد ضاع وسط الأحزان

ياله من قدر يحار فيه الإنسان :

منذ قليل قد كنت هناك ألهو مع صحبي من الخلان

والآن صرت حبيسا خلف الجدران

أعانى المرض والوحدة

تتدافعنى أيدي الأشباح

أشباح ..

آه قطط ذات رؤوس كبيرة ليست قططاً

قالوا عنها عفاريت تأتى بالليل

وعلى البعد هي الأخرى حجرة (( العزل ))

هناك كانت تقف وسط الصمت

عنها كنا نسمع مرضى ينتظرون الموت

رباه هل حان الوقت ؟؟

وأقترب الأجل لتزل القدم إلى الموت ؟؟

هنا بعيداً في حجرة العزل ؟؟

حجرة العزل :

أمي قالت عنها : من كان المرض أنهكه

أو خيفت منه العدوى فهناك مكانه في العزل

عنها كنا نسمع عليه تغلق الأبواب

كئيب كان منظرها

كهياكل عظام تعلوها جماجم وركام



أخذ الخطو بعيداً عنها يرقبها بطرف من عينيه حيث الأسوار



دورات مياه مرعبة

تتساقط فيها القطرات

محدثة صوتاً كغسول جسد قد مات

والثلث الأسفل من الأبواب قد خلى تماماً من الأخشاب



بالقرب من السور وجد بغيته

يأمل أن يقفز بعيداً خلف الأسوار !

آمال ما أيسر أن تنبو تتلاشى أمام القضبان

الشمس تدور في مغربها

في هودج أحمر قان !

تزف ليوم النسيان !

قد ظلت في الظهر تدور

والآن عادت لتنام !

خيم الصمت على المكان

إلا من أصوات العصافير الآيبة تتدافع نحو الأعشاش

لتختلط الأصوات بحفيف الأشجار

لتعزف سيمفونية المساء الحزينة !!

القرص القرمزي يلثم سطح الأفق

ليودع النهار بقبلة المساء

هناك هناك خلف البنيان

أرسل الطفل القابع خلف الأسوار

أنظاراً شاخصة تتوسل ضوء نهار

يناشد شمس المساء الغاربة أن تبقى هناك

وهى تتسربل بجلباب المساء .

أيا شمس المساء الغاربة ...

يناشدها إن تقف هناك

أيا شمس المساء الغاربة....

في هودجها الأحمر تنسحب وراء الأفق رويداً رويداً ..

دون أن تسمع !!

أيا شمس المساء الغاربة .. تمهل !!

والموت الأسود يجذبها نحو القبر القابع خلف البنيان ..

يستعطف قوساً منها قد أوشك أن يسقط خلف الأفق هناك

حتى أنت يا قوس ألا بقيت تؤنسني ..

آه ما أتعسني..

وفى النهاية ..

سقط القوس خلف الحجب في هدوء

وهناك خلف الأسوار سقط الجسد المتهالك ..

رغم كل التوسلات

" إنتهــــــــت ""

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asmarino.yoo7.com
حور عين
نائبة المشرفة العامة
نائبة المشرفة العامة
حور عين


انثى
عدد الرسائل : 1267
العمل/الترفيه : طالبة علم
علم الدولة : سيمفونية المساء الحزينة Female49
شعار اداري : سيمفونية المساء الحزينة General_superintendent
تكريم : سيمفونية المساء الحزينة 8744bdd288
المزاج : سيمفونية المساء الحزينة 453210
   : سيمفونية المساء الحزينة 15781610
اعلانك هنا : سيمفونية المساء الحزينة 14277_1155488441
السٌّمعَة : 23
نقاط : 29719
تاريخ التسجيل : 01/04/2008

سيمفونية المساء الحزينة Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيمفونية المساء الحزينة   سيمفونية المساء الحزينة Emptyالسبت أبريل 12, 2008 6:25 pm

سلمت الأيادي دكتور قصة رائعة جدا تغري بالمتابعة إلى آخر سطر، ووصف أخاذ حسيت بنفسي داخل الأحداث ..

تحياااتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
د.شوشه
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى
د.شوشه


انثى
عدد الرسائل : 1821
العمر : 53
الموقع : under the rainbow
العمل/الترفيه : الطب
المزاج : ماشي الحال
علم الدولة : سيمفونية المساء الحزينة Female31
شعار اداري : سيمفونية المساء الحزينة General_superintendent
تكريم : سيمفونية المساء الحزينة 8744bdd288
المزاج : سيمفونية المساء الحزينة 3410
   : سيمفونية المساء الحزينة 15781610
اعلانك هنا : سيمفونية المساء الحزينة A3lans10
السٌّمعَة : 9
نقاط : 30341
تاريخ التسجيل : 05/04/2008

سيمفونية المساء الحزينة Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيمفونية المساء الحزينة   سيمفونية المساء الحزينة Emptyالثلاثاء يونيو 10, 2008 6:33 pm

هذه الحاله الشعوريه الحزينه تستوقف ضمائرنا و تجعل كل منا يسائل نفسه : هل شعرت يوما بألمه هذا المسجي في سريره الأبيض الملفلف بملابس بيضاء كالكفن وعيناه المغرورقتان بدموع الحزن و الألم و الوحشه معلقة بقسمات وجهك تستشف منها حكمك ليس عليه ولكن علي أسرته بكاملها؟ فهل حالته حرجه فهو حكم باعدامه و بتشريد اسرته أم أنه حكم بالبراءه فحالته سهله و بسيطه .
هل شعرت بغصته و هو ممنوع من رؤية أحبته إلا في أوقات تحددها انت و هو حبيس فراشه بل قل سجنه ؟ هل شعرت به و هو يفكر كيف سيدبر الأموال اللازمه ليتعافي و يخرج من هذا السجن الذي اعتقله فيه المرض ؟ هل وهل . . هل أنت طبيب انسان أم أنك سجان ؟!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Dr.prince
المستشار العام
المستشار العام
Dr.prince


ذكر
عدد الرسائل : 1104
العمر : 49
العمل/الترفيه : أخصائي تحاليل طبية
المزاج : محب للجميع
شعار اداري : سيمفونية المساء الحزينة General_superintendent
تكريم : سيمفونية المساء الحزينة Eb0a8c8c6f
   : سيمفونية المساء الحزينة 15781610
اعلانك هنا : سيمفونية المساء الحزينة A3lans10
السٌّمعَة : 15
نقاط : 29472
تاريخ التسجيل : 15/04/2008

سيمفونية المساء الحزينة Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيمفونية المساء الحزينة   سيمفونية المساء الحزينة Emptyالأربعاء يونيو 11, 2008 12:09 pm

قصه جداااا مؤثره باررررك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سيمفونية المساء الحزينة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ERI MEDICA :: أصدقاء الى الأبد :: باقلام الأدباء نسجت اجمل الخواطر-
انتقل الى: