خواطر حول بعض معاني الأخوة

خواطر حول بعض معاني الأخوة

--------------------------------------------------------------------------------

الحمد لله الذي جعل المؤمنين إخوة ونعمة الأخوة من الإيمان .
الحمد لله الذي ألف بين قلوب المؤمنين وقلوب المؤمنين والعباد بين أصبعين من أصابع الرحمن
نحمده سبحانه ونشكره جعلنا من خير امة أخرجت للناس بشهادة القرآن .
وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لا شريك له في جلاله وقدسه وأشهد أن سيدنا محمدا عبدالله ورسوله القائل :
( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) . اللهم فصل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان ما أشرق الوجود بنور شمسه .

***

قديما ركب المسلمون البحر في جهاد الروم ويسقط من أحدهم إناؤه فيصرخ : إخوتاه .. إنائي . فيغوص الجميع في الماء بحثا عن إناء أخيهم . هذا الموقف البسيط كان سببا في انتصار المسلمين أتدرون لماذا ؟؟ لأن الرعب قد دب في قلوب الروم من هذا المشهد وقالوا في شدة فزع : انظروا إليهم كيف يصنعون حينما يسقط إناء أحدهم ، فكيف يصنعون بنا حين نقتل أحدهم ، ثم فروا وتركوا ديارهم خوفا من هذا الجيش الذي امتلك سلاحا عظيما . إنه سلاح الأخوة الإيمانية ، هذه الرابطة القوية التي لا يمكن للمسلمين اليوم أن ينتصروا إلا بوجودها بينهم .

****

ايها الأحباب :
عندما حدثت الفتنة بين علي بن أبي طالب وبين معاوية رضي الله عن الجميع ، حاول ملك الروم أن يستغل الفرصة فرصة اقتتال المسلمين ليقضي عليهم عندها نصحه أحد مستشاريه بأن لا يفعل ولا يهجم على المسلمين .
ثم جاء بكلبين جائعين ورمى بينهما قطعة من اللحم فاحتدم الصراع بين الكلبين على تلك القطعة وهما في صراعهما أرسل عليهما حيوانا مفترسا ، فماذا حدث ؟؟ ترك الكلبان قطعة اللحم واتحدا ليردوا عدوان الحيوان المفترس ، فقال له هكذا هم المسلمون يختلفوا لكنهم توحدهم المصائب .
فلم يستمع ملك الروم لنصيحة مستشاره وجهز جيشه ، فسمع معاوية بذلك فأرسل إليه رسالة قوية يهدده فيها بأنه سيتبع عليا ويتوحد معه لقتاله ، عندها تراجع الملك وعلم أن اختلاف المسلمين لا يجعل قلوبهم تختلف على بعضهم .

فإن يك الجنس ياابن ( الطلح ) فرقنا إن المصائب يجمعن المصابينا

هكذا هي المصائب تجمع المصابين فما بال المسلمين يختلفون فيما بينهم ويتناحرون ويحقد بعضهم على بعض حتى لم يسلم الملتزمون منهم فوقعوا في ذلك مع أن الوقت والحال أن الإسلام والمسلمون على اختلافهم مهددون في دينهم وفي تمسكهم في دينهم .

إن احتلال أعداء الله تعالى لدول المسلمين لا يرجع إلى قوتهم أو أسلحتهم بقدر ما يرجع إلى ضعف المسلمين الناتج عن بعدهم عن دينهم والناتج عن تفرقهم واختلافهم وتمزقهم . وصدق الله حين قال في كتابه الكريم : ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) .

فهل لنا معاشر الأحبة أن نترك التشاحن والتباغض والتفرق والاختلاف المذموم ونعود لسابق عهدنا .
ألا يستوي أن أن نختلف فيما بيننا ولكن تبقى المحبة واحترام بيننا .
هل لنا أن ندرك أن أعداء الله تعالى يسرهم اختلافنا وتنازعنا .

****

( اعلم أن من نصحك فقد أحبك )
( لا خير في قوم ليسوا بناصحين ولا خير في قوم لا يحبون الناصحين )

إن النصيحة التي تؤتي ثمارها هي التي تكون بينك وبين أخيك وليس من النصيحة أن تنشر سيئاته بين الناس فهذه فضيحة .

تعمدني بنصحك في انفراد وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع من التوبيخ لا أرضى استماعه
فإن خالفتني وعصيت أمري فلا تجزع إن لم تعط طاعــه

إن الذي تبذل له النصيحة عليه أن يحسن الظن بأخيه الناصح وعليه ان يرفع شعار ( رحم الله من أهدى إلي عيوبي ) .

****

( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ) .
اغتاب رجل احد المسلمين في مجلس عبدالله بن المبارك
فقال له عبدالله بن المبارك : هل غزوت الروم ؟ هل غزوت فارس ؟ فقال : لا
سلم منك الروم وسلم منك فارس ولم يسلم منك اخوك .

( من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال ) . صححه الألباني . ردغة الخبال : عصارة أهل النار .

منقوووووووووووووووووووووووول

الله يعطيك العافية كنز

واياكي يارب, مشكورة