شلل الطب ((الدعاء))

هنا أريد أن أذكر لكم قصة تعرض لها شخص معروف في المجتمع وذلك عام 1987
يعني ثلاثة ارباع فرسان كانوا مولودين

أنقل لكم القصة من كتاب رائع عنوانه (( عجائب الدعاء))

نبدأ بسم الله والقصة اذكرها لكم على لسان الشخص الذي حدثت له هذه القصة (( تعرضت في ذلك العام الى حادث مما أصاب عامودي الفقري فاضطرني ذلك للسفر الى ولاية لوس انجلوس في أمريكا للعلاج واجراء عملية جراحية وقد أخبرني الطبيب بأن العملية خطرة جدا و انني قد أصاب بالشلل نتيجة لذلك, ومن شدة الألم ووطأة الوجع وافقت على اجراء العملية , وبعد ثمان ساعات من العمل المضني و المتواصل داخل غرفة العمليات حدث تطور أربك الأطباء و هيمنت حالة من الذعر بينهم فقد انتابني هبوط حاد وتدهورت صحتي بشكل خطير وكأن صاعقة هوت في عظامي و حدث ما كان يخشاه الجميع ... و استيأس الفريق الطبي من العلاج وجمع أمره على التسليم بالأمر الواقع وساد غرفة العمليات شعورا بخيبة الأمل ...كانت صدمة عنيفة انهار لدى سماعها ابن أخي المرافق لي فور ابلاغة( (لقد أصيب عمك بشلل نصفي ...نأسف لهذه النتيجة .. بذلنا مافي وسعنا دون جدوى إنها ارادة الله)) ... وبعد تخدير دام 12 ساعة استيقظت و احسست انني لا استطيع أن احرك جزئي السفلي وظننت بادىء الأمر ان ذلك بفعل المخدر ولكن سرعان مااكتشفت الحقيقة وادركت ااني لااستطيع ان احرك قدماي و ان اقضي حاجتي ,,,,لكن لاادري كيف نزلت السكينة و الطمأنينة و الرضا بقضاء الله و قدره فقلت في نفسي : الحمدلله...الحمدلله ولاحول ولاقوة إلا بالله , ياربي لئن ابتليت ...فلطالما عافيت.. ولئن أخذت فلطالما أعطيت .. ولئن اخذت نصفي فقد أبقيت نصفي الآخر ...... ((الحمدلله الذي ابقى لي قلبا ذكرا ولسانا شاكرا)) بهذة الكلمات الاخيرة كنت استقبل الصيبة وتذكرت حديث ام سلمة ((اللهم أجرني في مصيبتي وأخلفني خيرا منها))

أتى رأيس الاطباء معبرا عن اسفة ولكن استغرب من حالتي النفسية المستقره وتسليمي بالقضاء والقدر و أحضر لي جميع الاطباء المشاركين في العملية ومن بينهم مستشار في الباطنية, وآخر متخصص في المسالك البولية, وثالث بالأعصاب, وقد اجمعوا في تشخيص حالتي الصحية وقالوا : إن المريض يعاني حاليا من شلل نصفي...))
وهنــــا أدركت بأن الاسباب الدنيوية قد انتهت وان الاطباء قد وصلوا لمرحلة العجز في التعامل مع حالتي ولم يبق الا رب الأسباب وهو اللـــه سبحانه وتعالى .........

وفي ليلة من الليالي وفي وقت السحر وقبل الفجر - وهو من الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء وينزل فيه الله تعالى إلى السماء الدنيا نزولا يليق بجلاله -ويقول ((هل من سائل فأعطيه)) فتوقفت عند هذه الكلمة وقلت : (( يارب أنا عبدك الفقير الذي حدث لي ماحدث...) وجعلت أعرض حالي على ربي ومرضي وضعفي وافتقاري , وأخذت الح في الدعاء ولا أدري كيف خرجت الكلمات من القلب صافية صادقة بتذلل وانكسار وخشوع وخضوع للباري جل وعلا ....دعوت ربي وكلــــــــــــي يقـــــــــــــين وثــــــــــــــــــقـــة بأنه قادر على أن يبدل الأحوال , وان امره بين الكاف والنون

(كــــــن فيكـــــون)

كان ذلك اليوم السادس من العملية وقبل أن تبزغ الشمس شعرت بالحاجة إلى التبول واحتباسه في المثانة فقلت للممرض : (( أنا أشعر باحتقان البول)) لم يلتفت الي وظن أني اهذي من شدة الصدمة وهو يتسائل في نفسه: ((كيف يشعر بالبول وهو مشلول؟؟)) كررت كلامي ولم يعبأ بي فمسكت يدة وشعر بقوة قبضتي ... فاتصل بالدكتور (( ان المريض يعاني من حصر البول لابد ان تحضر ولا اتحمل مسؤولية المريض وأخشى ان يؤدي الامر الى فتق الجرح الذي لم يلتئم بعد )) فلم يكترث الدكتور وظن كما ظن الممرض و لكن الممرض اصر على الدكتور بان يحضر ... وحضر الدكتور وسأني وقال: (( مابك؟)) قلت: ((اشعر بالحاجة الى التبول)) لم يصدق ماقلت فاتصل بدكتور المسالك البولية وقال(( المريض يعاني من حصر البول وربما يكون في حالة هستيريه , فقد فحصناه وأنت قد أكدت في تقريرك ان المريض لايمكن ان يشعر باي احساس للتبول)) فحضر الدكتور المتخصص مسرعا وهو في غاية الاستغراب ودخل علي قبل الفجر بدقائق وربط قدمي ويدي بإحكام في السرير, واجرى فحصا سريعا على المسالك البولية وأعطاني بعض الحقن , فلاحظ توتر الأعصاب وازدياد الاضطراب حتى خشي علي الكتور المرافق من انفتاق الجرح الا ان الطبيب المختص طلب منه التريث 10 دقائق للتأكد من تفاعل العضو التناسلي مع الحقن وأنه بدأ با لاحساس ... وفعلا... اشتد الخطب وارتفعت حرارتي وتحركت الدماء في عروقي وازدادت ضربات قلبي وبدت ملامح وجهي بالاحتقان والطبيب المرافق يناشد زميله ويقول(ان المريض بدأ يشد على نفسه وسيتمزق الجرح وربما سبب لنا مشكلة كبرى ولابد من انهاء المحاولة)) وبينما نحن في هذا الوضع الخطير إذ بالطبيب المختص يفتح الصمام فكانت المفاجأة المذهلة وهي خروج البول بشكل طبيعي... فصرخ الطبيب (( المريض ردت له الحياة!!!))
نعم فقدت دبت الحياة في جسدي المشلول , وجرت الدماء في عروقي وعم النشاط والحيوية النصف الاسفل من بدني....

يعلق المريض وهو الشيخ أحمد الدبوس الذي لايخفى على أحد منا أعماله الخيريه و الدعوية في كل مكان فيما بعد (( لقد تركت هذه التجربة في نفسي شعورا غريبا, وسرى الإيمان في قلبي كما سرت الحياة في جسدي .. لقد رأيت فيها شلل الطب الحديث عن العلاج وعجز الأطباء عن تقديم الشفاء واستسلامهم التام لقدر الله.... وتأملت فيها عظمة الخالق جل وعلى الذي إذا اراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون ,فقد استجاب الرحمن لدعاء عبده الضعيف المسكين الفقير إليه , وأيقنت بقوله تعالى {{ ادعــــــــــوني اســـــــتجب لـــــكــــــم}}

فقد أعاد الي صحتي دون سبب مادي ودون ابطاء وهذا مايؤكد أهمية الدعاء والإلحاح فيه وخاصة وقت الســــحـــر

يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمة الله عليه:

(لا يقلق من كان له أب , فكيف من كان له رب!)

وشتان بين عناية الأب ... ورعاية الرب سبحانة وتعالى.