ERI MEDICA
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ERI MEDICA


 
الرئيسيةالبوابة*أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سيف والبحر

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin
Admin


ذكر
عدد الرسائل : 104
العمر : 44
العمل/الترفيه : طبيب البشرية
   : سيف والبحر 15781610
اعلانك هنا : سيف والبحر Avatar366251_4
السٌّمعَة : 3
نقاط : 29662
تاريخ التسجيل : 31/03/2008

سيف والبحر Empty
مُساهمةموضوع: سيف والبحر   سيف والبحر Emptyالثلاثاء أبريل 08, 2008 2:51 am

سيف والبحر La_vague
د. أحمد عبد المنعم عربــود
( 1 )
مع انعكاس ضوء الشمس بدا الطريق الأسفلتى الضيق بين تبوك وتلك المدينة الساحلية البعيدة كثعبان ضخم يتحرك بثبات بين سفوح القمم السوداء الممتدة على جانبيه..
من النافذة.. تتسارع المشاهد هاربة.. ومعها تسرع الشمس للاختباء خلف الحجب ..كأننا نطارد قرصها القرمزي للمغيب .
الرهبة والوحشة..الطريق وعرة.. المسافة بعيدة...
يأتيني صوت السائق يحدثني عن مدينة الوصول.. ساحلية جميلة هي.. على خليج العقبة . حيث البحر.. والمياه ..وصيد السمك .
آه ... ما أروعها هواية.. صيد السمك . شريط من الذكريات يدور أمام عيني.. أيام جميلة..قضيناها.. مع صحبي من هواة الصيد في مصر ...
تغمرني السعادة حين أتذكر مياه البحر.... روحي تحلق مع نسيمه ...تسبح في عالمه اللانهائي.. رائحة مائه ممزوجا برائحة الأسماك والمحار والطحالب.. رطوبة الرذاذ المتطاير من أمواجه المتتابعة التي تتسابق في مرح وتهور تحاول اللحاق بها لتصل إلى الشاطئ قبل أختها تتصارع وتتداخل وتتعانق وعند صخور الشاطئ ، تفور و تتكسر ثم تهدأ..تثور وتفور ثم تستريح ثم تنسل منسحبة من بين الصخور مبتسمة للرمال لتعود مسرعة إلى بيتها لتعود من جديد إلى لهوها وجريها ثم إلى ثوراتها وهديرها في مشهد أبدى .
قطع تفكيري وأوقف شريط الذكريات في نهاية الرحلة صوت السائق :
حمدا على سلامتك يا دكتور.. لقد وصلنا.
( 2 )
في المستشفى ؛ سألت كل من قابلته عن الصيد... أجمعوا .. عند "سيف" الخبر اليقين أنه زميلنا في صيدلية المستشفى.
دقائق ..كنت عنده.. أمطره بأسئلتي الكثيرة ..بدا له مدى ولعي وحبي للصيد رد في اقتضاب وابتسامة هادئة تعلو وجهه :
ـ أبشر .. سوف أرتب كل شيء .
( 3 )
نهاية دوام يوم الخميس ..بعد الظهيرة ..
أمام المنزل الذي نزلت فيه حديثا ، توقفت سيارة بيضاء متهالكة .تشكو إلى الله وتئن بكثرة ما حمل فيها وعليها من أمتعة ودراجات وأكياس ممتلئة وحاويات مياه وغيرها كثير .
لم أكن أعرفه من قبل .. توسمت فيه الطيبة والتدين .. دون تردد قبلت صحبته في أول رحلة لنا للصيد في مياه الخليج .
جلست عن يمينه .. أولاده في المقعد الخلفي، في فضول يتدافعون ..يتصايحون ليتعرفوا على الوافد الجديد !!.
سعدت بحفاوته وترحابه وكذلك عفوية وألفة أولاده.
كأني أعرفه منذ زمن.. سألته عن الصيد .. المكان.. نوع الطعم.. الصنارة...و..و...
في كل مرة لا يخرج عن قوله :
ـ سترى ....
ـ إن شاء الله
ـ خليها على الله .
ـ أبشر
ـ لا تسبق الأحداث .
عجيبة طريقته في القيادة. يغلب عليها الاستهتار ..اللامبالاة مع عدم الخبرة ناهيك عما في السيارة من عيوب تنأى بها عن السير بثبات واتزان .
يرتفع حينا ثم يهبط بنا فجأة ... نكاد نصطدم بالصخور أو بتل من الرمال ... ينتابني مشاعر الخوف .. أرمقه مندهشا ..لا يعيرني انتباها .. يضحك .. يتباهى بجرأته وقدرته العجيبة في القيادة !! مغامراته لا تنتهي . مع سيارته المتواضعة .
يقهقه وهو يتذكر حين سار بها يوما في الطريق الدولي من تبوك ليلا بدون إضاءة فقد كانت مصابيحها الأمامية معطلة !!
التعجب لاح على وجهي.. أكمل :
وأحيانا تتوقف فجأة في وسط الطريق... أو أضغط على الكابح " الفرامل " فلا تتوقف واستمر في سيرى بدون فرامل ..!!
أتابع حديثه ..متعجبا.. عاجلني مستدركا : ولكن مع هذا فهي سيارة ممتازة ومكيفة !!
في بيان عملي يرفع يده عن المقود و يمدها منحنيا نحو رافعة إغلاق زجاج النافذة المجاور لي فيغلق زجاجها ويكمل .. تكفى دقيقة واحدة لتصير مثل الثلاجة !!
لعله كان يُرَوَِج لبيعها فقد قدم استقالته وينتظر السفر.
تعجبت و ما حاجتي إلى ثلاجة تسير على أربع دواليب بغير مصابيح أو فرامل ؟!
وبمناسبة الثلاجة .. يكمل سيف :
ألا تريد مكيفا عظيما ؟!
ــ حسنا ..
ــ لدى مكيف رائع ... صحيح إنه كبير فى حجمه لكنه ذو كفاءة عالية .. شريطة أن تتعهده بالمياه .
ــ مياه ؟
ــ نعم.. إنه من النوع الصحراوي .
وسرحت بخاطري في هذا النوع من المكيفات الصحراوية " ..أنواع بدائية كبيرة يعلوها الصدأ وصوتها مزعج مع رذاذ متناثر يسبب لزوجة في الجسم وعدم كفاءتها في التبريد .
وتعجبت لإطرائه عليه واستحسانه له وهو يستخدمها داخل المنزل مع توافر أنواع كثيرة رخيصة وسهله الاستعمال وذو كفاءة تبريد عالية .
لم يلق منى تحمسا لشراء المكيف علاوة على استيائي وسخريتي من مجرد الفكرة.. توقف عن الترويج لمكيفه الصحراوي العتيق .
مسافة ليست بالقصيرة.. جبل صخري يحتضن بظلاله المياه الهادئة الزرقاء الصافية .
أوقف السيارة بعنف ..كادت ترتطم بالصخور.. نزلنا ..حمدت الله أن قد وصلنا بسلام .
ساعدته في إنزال الأمتعة والدراجات .. افترش أطفاله سجادة قديمة في ظل كهف في بطن الجبل..قام بتغيير ملابسه .. نظرت إليه .. يبدو في لباس محارب يوشك أن يخوض غمار حرب... حذاء ذو عنق طويل يصل إلى منتصف ساقيه مثل ذلك الذي يرتديه عمال البناء ، ملابس عسكرية قديمة كتلك التي يستخدمها الجنود.. أخفى رأسه داخل قبعة قديمة ذات إطار يتدلى متهدلا على جانبي رأسه .
فتح مؤخرة السيارة ..يفرغ ما في جوفها .. وعاء كبير للمياه ." ترموس" للشاي أواني كبيرة للطعام .. آخرها لفات كبيرة من الشباك .. اندهشت .. سألته׃ ماذا تفعل بهذه الشباك ؟!
ــ لا تسبق الأحداث .. إن الصنارة لا تصلح إلا للصغار..
ابتسمت وقهقه..
قام بفرد الشبكة الكبيرة وتسليكها حتى وصلت في طولها إلى أكثر من تسعين قدما .
من خيوط النايلون فتحاتها دقيقة.. مثبته من أسفل بقطع من الرصاص يعلوها قطع كروية من الفلين ..يقال لها "شوار" معروفة للصيادين بهذا الاسم .
بهمة وقوة حمله على كتفه.. اتجه صوب البحر .. يخوض في الماء ..طلب منى أن اتبعه .. تبعته.. توقفت..لقد تعرضت قدماي لصخور مسننة من الشعاب المرجانية الحادة خرجت مسرعا وقد أدمت قدماي.. لاحظ ما أصابني..ضحك..أشار إلى أن ارتدى حذاء قديما كان بالسيارة ..ارتديته ..خضت في المياه مرة أخرى.. فشلت.. الصخور المدببة مزقت الحذاء البلاستيكي وأصابت قدماي!! خرجت ..رميت بالحذاء ...
جلست أستمتع بماء البحر .. أتبعه بنظري ..ابتعد قرابة الخمسين مترا وصل مستوي المياه إلى منتصف صدره.. علمت فيما بعد أنه لا يجيد العوم.. ! فرد شبكته بشكل طولي عند التقاء المياهين الضحلة والعميقة .. يعرفها من لونها.. عندما يقترب من المياه العميقة تبدو قاتمة في زرقتها خلافا للمياه الضحلة التي تبدوا في زرقة لون السماء .
عندها يتوقف ..لا يتقدم خطوة واحدة لشدة العمق.. ماذا وإلا سقط في عمق البحر !!
خرج اتجه إلى السيارة ..اخرج وعاء يحوي أرزا مطهوا بطريقة غريبة ..مع قطع من السمك ..دعاني إلي تناول الطعام ..كان لابد من مشاركته حتى وإن عافت نفسي رؤيته.
تركت الطعام بحجة رغبتي في الاستمتاع بالبحر .. تناولنا الشاي .. صلينا العصر.
عمد إلى شباكه التي نشرها في البحر .. انتظرته وصغاره على الشاطئ .. نرقبه وهو يمر بجوار الشبكة حتى أتى آخرها ..خرج وقد انتفخ قميصه .. وصل إلى الشاطئ.. جثا بركبتيه على الأرض ..أفرغ ما بداخله..يا الله.. ما شاء الله ... أسماك متباينة في حجمها وشكلها وألوانها.. غريبة وعجيبة حقا . .. أردد سبحان الله لقد كان ما جمعه بحق آية من آيات الخالق العظيم الذي أبدع كل شيء خلقه .
أعشق منظر الأسماك تخرج لتوها من البحر.. ألوانها لا توصف جمالا.. سمكه مفلطحة رقيقة زرقاء كزرقة “ حبر الختامة “ ..ذيلها برتقالي غاية في الجمال و الإبهار ... أنواع أخرى جمعت بين الأزرق والأخضر والأحمر والأصفر ، كل ما تتخيله من ألوان. تشترك معظمها في شكل فمها المعقوف .. تبرز منه الأسنان للخارج يشبه إلى حد كبير فم الببغاء*
سعادتي كبيرة . .وكذلك أطفاله.. ترك الأسماك تسبح في بركة صغيرة من المياه المتجمعة في حفرة من الصخور..عاد إلى شباكه مرة أخرى.. في كل مرة يخرج لنا بكم من الأسماك ..
أوشكت الشمس على المغيب..
جمعنا الأمتعة..
ركبنا السيارة استعداداً للعودة ..
ترك الشباك مفرودة في البحر...
سألته : هل نسيت أن تجمع الشباك ؟
ـ بل سأتركها ؟!
ـ..............؟؟
ــ نعم إن ما جمعناه اليوم من أسماك لا يعد شيئا مما سوف نجمعه غدا إن شاء الله !!
ــ غدا ؟
ــ نعم سأعود في الصباح .. قبل بداية الدوام.. لأجمع ما علق بها من أسماك .
( 4 )
في الصباح !! ... قبل بداية الدوام !!...... كلمات يرن صداها في أذني ونحن آخذين طريق العودة..
لا يتوقف عن سرد حكاياته وقصصه مع السيارة.... والصيد.. والبلد و الناس
من شدة التعب أغفو حينا وأستيقظ فجأة على صوته أو تميد بنا السيارة تكاد تطوحنا خارجها.. قدمه في كل الأحوال لا ترتفع عن بدالة البنزين !!
أوصلني إلى منزلي .. لم ينس أن يدفع لي بعضا من السمك وأقسم أن آخذها.. ففعلت. تركني وانطلق .
(5)
في صبيحة اليوم التالي ... خلا دفتر حضور الدوام الصباحي من توقيع "سيف"
وقبل أن أسال عنه
بادرني أحدهم : ألم تدر ؟
........................؟
ذهب سيف كعادته في الصباح ليجمع السمك لكنه لم يعد
لقـــد أخذه البـــحر !!
( انتهت )
ملحوظة: هناك فصيلة من الأسماك تسمى الفصيلة الببغائية لأن فمها يشبه إلى حد كبير فم الببغاء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asmarino.yoo7.com
dr.asel
أمينة سر المنتدى
أمينة سر المنتدى
dr.asel


انثى
عدد الرسائل : 1608
العمر : 46
العمل/الترفيه : dentist
علم الدولة : سيف والبحر Female30
شعار اداري : سيف والبحر General_superintendent
تكريم : سيف والبحر 8744bdd288
   : سيف والبحر 15781610
اعلانك هنا : سيف والبحر Sp210
السٌّمعَة : 18
نقاط : 29520
تاريخ التسجيل : 12/04/2008

سيف والبحر Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيف والبحر   سيف والبحر Emptyالسبت أبريل 26, 2008 11:56 am

سيف والبحر 6774813181997eb8




راااااااااااااااااااائع

يعطيك العافية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سيف والبحر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ERI MEDICA :: أصدقاء الى الأبد :: باقلام الأدباء نسجت اجمل الخواطر-
انتقل الى: