اختصاصى عكننة

هل جرّبت يوماً أن تكون اختصاصي عكننة ؟!
أو تعكر على الناس- عن غير قصد - صفوهم؟
أنا شخصياً اكتشفت واقتنعت أخيرا أنني أستحق هذا اللقب عن جدارة واقتدار !
فزوجتي طباخة ماهرة ، ولكنني أحيانا أتدخل في شئونها
"المطبخية" بطريقة مستفزة. وكم كانت أمي رحمها الله تصرخ
من أبي عندما كان يفعل ذلك وتدخل معه في شجار وعراك لا ينتهي... وأنا ما زلت صغيرا كنت أتعاطف معها وأنحو باللائمة على أبي الذي يتدخل فيما لا يعنيه ، ولكن للأسف مافى الآباء يرثه الأبناء فقد ورثت عنه ما كنت أكرهه . فعندما أنجح مرة في إقناع زوجتي بأن أتولى مهمة إعداد طعام الغداء لأمر ألم بها أو أمنيها بشيء تعرفه !!!، على مضض توافق ، أنطلق سعيدا ببهجة قدرتي على الإقناع ونشوة الحصول على تذكرة دخول الميدان أقصد المطبخ الذي يبدو نظيفا ومرتبا إلى الآن ...وبمزاج عال ودندنة مصحوبة بأداء حركي كتلك التي تسري في أوصال ناصر القصبي في طاش ما طاش...
وأبدأ في إعداد الطعام ومع كل خطوة نغمة جديدة.. وعند تذوق الحساء أجد نفسي مدفوعا بأداء حركة اهتزازية ثعبانية من رأسي مثل الهنود علامة الرضا والاستحسان..الوقت يمضى ..مع انطلاق الروائح وأصوات طشطشة وفرقعة المشمر والمحمر أحس أنني ما كان ينبغي لي إلا أن أكون "شيفا" كهؤلاء الذين يطلون علينا من عالم الفضائيات.
أحس أن هناك أعداء وجواسيس يتربصون بى من كل جانب و حركات وهمهمات وضحكات مكتومة بالخارج ووقع أقدام صغيرة متلصصة لاستكشاف ما يتم بالداخل والجري بين الحين والآخر لإبلاغ القيادة أولا بأول عما يجرى خلف الجدران.. ليكن ما يكن فلن استدرج للدخول في حروب أهلية أو جانبية مع أحد والعبرة بالنهاية وسيعلم الجميع قدري عند تناول الطعام ..
يمضى الوقت..أجد نفسي الآن محاطا بأكداس من الزبالة .. لست أدرى كيف تجمعت حولي في دقائق معدودة وقد كان المطبخ منذ قليل نظيفا ومرتبا صحيح أنا فنان في بعثرة الأشياء ليستحيل بعد دقائق معدودة إلى مقلب زبالة ولكن ليس لهذه الدرجة 0
تدخل زوجتي المطبخ فجأة تصاب بالصدمة والغثيان... يرتسم على وجهها الغضب ولكنها ـ رغما عنها ـ تتحلى بالصمت والصبر إلى حين الانتهاء من إعداد الوجبة المرتقبة 0
وأجد نفسي مدفوعا لصنع ما كنت أفعله من قبل ـ وكان طعاما
سيئا للغاية ـ وأراني مدفوعا ـ لا أدرى لماذا ؟ ـ أن أضيف كميات
كبيرة من البهارات والشطة ، حتى إذا انتهيت من إعداد الطعام
يكون الأولاد في الانتظار وبلهفة يتحلقون بعد أن يكون الجوع قد
بلغ منهم مبلغه وللحق فرائحته لا تقاوم ، ولكن ليس من اشتم
كمن عاين !! فما أن يمد أحدهم يده الصغيرة إلى الإناء ثم
يلقى بها في جوفه حتى ينطلق صارخا مولولا من أثر البهارات
والشطة, وتنتقل عدوى الصراخ إلى الذي بعده والتي بعده وهكذا ، لتنقلب بهجة تناول الطعام إلى وجبة تعذيب معتبرة على أنغام سيمفونية حزينة وصاخبة من البكاء لا ينجو منها إلا من يخلص بنفسه ويؤثر السلامة منطلقا وموليا الأدبار ليخمد نيران اللهب المتأجج في فمه وفى جوفه بشرب الماء الذي لا يزده إلا ألما ولهيبا 0
وبالطبع تضيع الوجبة المرتقبة على الصغار الجياع فيكتفون بسد رمقهم بكسرات من الخبز الجاف وبعضا من الجبن !!
وتبدأ المساجلات والمهاترات والمناطحات بيني وبين زوجتي التي تنظر لي بغيظ ثم تنظر إلى أطفالها المساكين وهم يتضورون جوعا وألما محاولين وقف لهيب الألم المستعر في أجوافهم وأفواههم دون جدوى 0
وبين سيمفونية الصراخ وزعيق زوجتي أظل أعاند وأكابر وأتناول
الطعام مدعيا ومتظاهرا بخلوه من البهارات والشطة بدليل أنني
أتناوله بشهية مفرطة وان كنت – في أعماقي – أعاني مثلهم
تماماً.
وتنتفض زوجتي تاركة المائدة متبرمة ، ساخطة لاعنة ،
موجهة حديثها لي بغضب :
· أسعيد أنت الآن ؟000إذن تناوله وحدك (تقصد الطعام أو
اللهيب الذي صنعته )
وأحدث نفسي _ وأنا في أعماقي حزين _وأكتم ضحكة أخفيها
عنهم متسائلا: لماذا تتكرر هذه المأساة وبنفس السيناريو مرة ومرات دون تغيير 00 !! وبدون أن آخذ من هذه المواقف السالفة عبرة أو عظة ؟!!
ولكن يبدو أنه ميراث ؛ وما في الآباء يرثه الأبناء ، وما أراني ورثت من أبى إلا أسوأ ما فيه !!!
وينفعل " شادي " ولدى الصغير محتداَ وهو يحرك يده الصغيرة
مروحا بها أمام فمه من لهيب الشطة , وبكلمات لا تنقصها
الشجاعة ـ وإن تآكلت حروفها اللغوية والصوتية ـ ينطلق
موجها حديثه لي منفعلا ومصحوبة بقذائف متناثرة من فمه :
· تعرف يا بابا .. أنت مش اختصاصي جراحة .. أنت اختصاصي عكننة 000
وأضحك وتضحك كل جوارحي وتتبعني زوجتي وقد انقشعت
وتبددت سحابة الكآبة وتسرى عدوى الضحك في الجميع
وتنـطلق سيمفونية من الضحك الطفولى البريء وأنا أردد معه :
· حقا إنني اختصاصي عكننة !!

مشكور دكتورنا العزيز

lol!

تحياتي

مثل هذه المواقف هي التوابل والبهارات التي تضاف لحياتنا الأسريه فتملأها بشرا و مرحا وتعيننا علي تكملة المشوار !

المعكنن المفروووووض يكووون ليه عقوووووبه صاااااارمه خليه يجي عندي في المدرسه

ويعرف معن العكننه مزبووط خخخخخخخخخخ

المدير وصل !؟ أنا مش بحب العكننه أبدا بلاش تعاقبني الله يخليك !

لالالالالالالالالالالا يااا شووشه مش إنتي المقصووووده بالكلالام

كلالالالامي عااااااااااااام لكل معكنن لأهل بيته أو أصحاااااابه

ههههههههههه

مشكور دكتورنا الفاضل